الاعزاء والعزيزات
بين يديكم تجربتي ومعاناتي مع مرض الكوليرا
تحكي بالتفصيل ما يعانيه المريض وما الاعراض التي يواجها والمعاناة التي
يلقاها في المستشفيات
اتمنى ان تلقى اهتمامكم
واستحسانكم ولعلها تنقذ حياة مريض
من الخطر
استسمحكم في بعض الالفاظ التي سترد في القصة لضرورات علمية وتوعوية وجب
ذكرها .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
صباح جديد مليء بالنشاط والحيوية، لكن
خطبا ما اصاب معدتي! فهي تؤلمني ، يزداد المغص وتقلصات شديدة بدى كأن شيء يعصرها
بقوه، بعد دقائق رحلة الذهاب الى الحمام بدأت تتكر ، وحدة
الاسهال ترتفع ساورني القلق ان يكون كوليرا لكن الوضع لايزال شبيه بحالات البرد او ربما تسمم
غذائي، وبعد مرور نصف ساعة من رحلة
الاسهالات بدأ القيء بالظهور، عرفت تماما ماذا يعني هذه المؤشرات فالإسهال مائي والقيء لونه ابيض قرأت كثيرا عن الكوليرا ولم اتوقع ان يكون
رفيقي لهذا الاسبوع هو الكوليرا .
تطابقت الاعراض و بدأت اشعر بدوار في الراس فبعد ساعتين من فقدان السوائل
المستمر لابد ان يكون الهبوط هو النتيجة الطبيعة ، لاحظت
انه لم تكن تمضي خمس دقائق دون الذهاب للحمام ولم تمضي اكثر من عشر دقائق بين كل
قيء واخر والسوائل يفقدها الجسم سواء عوضت
او لم تعوض .
مدة احتضان المرض كانت يومان فالخميس كان يوم التلوث والجمعة كنت اشعر بالإرهاق والاعياء دون اعراض
مباشرة ، وبدأت اعراض اخرى بالظهور فلون البشرة
اصبح داكنا واسمرار يظهر في راحة اليدين .
اسعفت الى مشفى خاص قريب من البيت
كان الاغماء والهبوط الحاد يلازمني وصلت المشفى وقد اختفى الضغط تماما مما سبب حالة الهلع في قسم الطوارئ في المشفى .
ممرضات و اطباء
في حالة إستنفار، السوائل الوريدية
(المغذيات ) متصلة بفراشات على يدي
بدأت اعود لوعيي رويدا رويدا .
يسالني الطبيب ليطمئن علي بماذا تشعرين رددت بصوت منهك اريد ان انااااام .
عاد ضغطي طبيعيا لكن الكوليرا لاتزال
موجودة ولا تزال اعراضها مستمرة، اعطاني الطبيب علاج للغثيان وطلب مني البقاء في المشفى لمتابعة الحالة لكني غادرته حينما
شعرت بالتحسن بسبب الأدوية .
عدت للمنزل مع العناية الصحية المنزلية ، تبدوا حالتي مستقرة حاليا لكن بمجرد ما انتهى مفعول العلاج عادت
الاعراض كلها من جديد واشد شراسه فيما يخص
القيء اما الاسهال فلم يتوقف اساسا .
اصعب ما قد يواجه مريض الكوليرا ان الحبوب المهدئة والعلاجات الفموية لا
تجدي نفعا فالقيء المستمر يخرج اضعاف ما
دخل .
تم اسعافي مجددا بوضع سيء ومريض انهكه الكوليرا طوال 10 ساعات بعد الاسعاف واجراء المعتاد عدت للمنزل.
لا شيء يضايق نومي غير رحلة الذهاب
والاياب من والى الحمام ، رفيق نومي المغذيات والماء الذي مجرد ان اشربه يعود
ادراجه فلا تقبل المعدة اي شيء يصل اليها
.
لم انم ومنذ صلاة الفجر اعاني من الم يكاد يحطم خاصرتي لا يمكنني حتى الاستلقاء ولا الجلوس ، فما الذي
يحدث؟ يبدوا ان الكلى تؤلمني بشده جاء الصباح بصعوبة لم يخفف الالم المساج ولا وجود المغذيات .
تواصلت اختي فاتن بزملاء لها في
الصحة لتسال عن افضل مراكز استقبال الكوليرا ؟ وكانت اجابتهم مركز ازال الصحي بنقم مركز متخصص لاستقبال حالات الكوليرا
.
في مركز ازال الطبي
انطلقنا الى مركز ازال مباشرة
ارافقهم بصعوبة وتثاقل وصلنا مركز ازال فوجدته مكان غير مؤهل لاستقبال المرضى فمكان
الصعود اشبه بجبل عالي خاصة ، لمريض مرهق لا ينام والكلى تكاد تقتله وصلنا
المركز وطلب منا صعود الدرج الى الدور
الثاني لتلقي العلاج .
يا الهي! الف
درجه كيف لي ان اصعدها !! او خيل لي انها
كذلك من شدة الاعياء ، بكل الاحوال صعدت
مرغمة فانا ابحث عن وسيلة لا تخلص من المي
هذا .
وصلت وكان المنظر مخيفا مؤسفا عشرات المرضى يفترشون الارض بزحام لا يميز بين الصحيين والمرافقين فاتن تمسك يدي وتسال زميلا لها صحي "اختي
متعبه والكلى تؤلمها نريد مكانا لتنام فيه"
اشار لها الطبيب الى كرتونة موضوعة على الارض
اجلسيها هناك !!! استنكرت اختي ورفضت فهو مكان غير مناسب ، تركت يدها وركضت
الى الكرتونة وجلست عليها فجسدي لم يحتمل
الالم ، فليكن كرتون، حجر ،شارع ،لا فرق لدي المهم اريد ان ارتاااح .
بحثت اختي عن سرير فاخبروها انه ضرب من المستحيل مع وجود عشرات المرضى على
الارض ينتظرون الفرصة ليأخذوا دورهم واخبرونا
انه يمكننا الانتظار حتى نجد فرصة مناسبة
.
اتعبني صوت انات المرضى ، اعطوني في المركز مغذية في يدي دون اي قياس
للضغط اخبرتهم بني اريد العودة للمشفى
الخاص لا يمكنني التحمل اكثر الجلوس على الارض الكلى تكاد تقتلني ولا يمكنني النوم
بمكان كهذا استغفر الله كل ما كنت اررده
لتعبير عن الالم فلا يمكنني الصراخ
فالعالم لا يتسع لصراخي من الالم .
اخذنا المغذيات من المركز وتحركنا
الى المشفى الخاص ونزلت رحلة الالف درجة
لولا شعور الاغماء لنزلتها جريا لأتخلص من طول المسافة .
وصلنا المشفى الخاص وفي قسم الطوارئ كنت اتلوى من شدة الالم فقد ازداد سوء
لم اعد احتمل على كرسي الطوارئ كنت اتلوى كمن يصارع الموت مسموما ، وبعد اعطائي ابرا مهدئة ومغذيات هدأت ، والدكتور يسالني بماذا تشعرين
اجبته اريد ان
اناااام .
قلق الطبيب كثيرا عند معرفته بتوقف البول ، لأنه مؤشر خطير معناه توقف
الكلى الذي سيعني فشل محقق فيهما ان استمر
الامر ، وفي وضع البلاد السيء الذي
يعاني فيه مئات المرضى من مرضى الغسيل الكلوي من عدم توفر العلاج سيكون فشل الكلى
كارثي لفقدان الكلى من ناحية ولعدم توفر
العناية بمرضى الكلى في بلد تعاني ويلات الحرب منذ اكثر من عامين من ناحية اخرى .
بعد التأكد من الفحوصات وظهور النتائج بارتفاع الكرياتين وتوقف الكلى ، قرر
نقلي الى مركز متخصص لمعالجة الكوليرا فيبدوا ان رحلة يومين في المشفى الخاص لم
تكن مجدية، بعد المغرب توجهنا صوب المستشفى الجمهوري قبل وصولنا اليه اخبرونا انه مركز متخصص للرجال ، الطريق كانت
طويله جدا من باب اليمن الى السبعين ، عادة تبدوا رحلة قصيرة لمن يذهبها في الوضع الاعتيادي
لكن في جو ماطر و بشوارع مزدحمة تتكدس
فيها القمامة على جوانب الرصيف ستكون
الرحلة طويلة ومقرفه .
في مستشفى السبعين
وصلنا مشفى السبعين للأمومة والطفولة فلم يسمحوا لنا بالدخول ، وتم اعادتنا من الباب لان المشفى مزدحم بالمرضى، حتى اصبحوا يرقدون في
الحوش اوقفنا السيارة قليلا في انتظار ان
يتم ادخالنا الى المشفى .
تحركت السيارة اخيرا داخل المشفى لكن
بعد وساطة من انصار الله ، على انني طفله تبلغ من العمر 19 عاما فالمشفى مخصص لاستقبال
الاطفال المصابين بالكوليرا فقط .
ضحكت وانا ارى الطبيبة المناوبة
تكتب عمري 19 عاما فقد تبعثرت باقي
السنوات وربما زالت مع القيء
والاسهال المستمر ففقدت عشر سنوات من عمري
، كفقداني عشرة كيلو من وزني في اقل من يومين ، لكن من الجيد اني امتلك مخزون لا
بأس به من الوزن ساعدني على مواجهة الكوليرا، والا لكنت سقطت ضحية الجفاف ايضا.
جهزنا الفحوصات اللازمة وشاهدت ممر
طويل لا يتجاوز عرضه المتر يرقد فيه عشرات
المرضى على فراش لا يتجاوز طول الفرش
الواحد المتر والنصف تقريبا بحثنا
عن مكان لا استريح فيه يبدوا ان الارض رفيقتي في هذا المرض وجدنا سرير ارضي (فرش) تشاركنا نصفه مع طفل ترافقه امه .
جاء الاطباء والممرضين
للمعاينة وحين عرفوا ان الكلى متوقفة لا
اعرف ما الذي اعطوني من ابر ومغذيات تلو المغذية وكلما سألنني طبيب ما الذي تشعرين
به اجيب جوابي المعتاد اريد ان انااااام . لكن لا يمكنني النوم هنا في ظل ذهاب واياب الناس والصحيين والمرضى وحتى
العسكر .
قلت في نفسي انا دخلت بوساطة انصار الله لماذا لا يتم افراد غرفه
لي كما المريضة التي ترقد في الغرفة المجاورة وحيدة لا يزاحمها احد وتتلقى عناية خاصة من الاطباء ام ان مجرد وساطتهم لا تجعلني واحده منهم .
وجدنا فراغ في احدى الغرفات كان الدعم المنزلي بالأغطية والفراش اللازم قد وصل، مما ساعدني
في التخلص من تعب الجلوس في الممر .
بعد المهدئات والمغذيات شعرت
بالراحة قليلا رغم ان نتائج الفحوصات لم
تكن مطمئنه، فكان لابد من رقودي بالمشفى فجهز
الاطباء ملف رقودي في المشفى بالرقم 4210 ،
وبعد تحسن طفيف في عمل الكلى وعودتها تدريجيا الى طبيعتها استطعت النوم في الغرفة رقم 4 لمدة 4 ايام.
لا يمكنني ان اصف لكم الاربعة الايام بتفاصيلها لكن سأوردها على اقسام لتغطي جوانب مختلفة مما
عشناه من معاناة الرعاية والمرض داخل المشفى ومركز استقبال الكوليرا .
العناية الصحية :
كانت العناية الصحية متخصص والصحيين يعرفون ما الذي يقدمونه للمريض لكن
ليسوا الجميع بقدر المسئولية فالصحي
المسئول عن متابعه الغرفة للفترة
المسائية من الساعة 5مساء الى الساعة 8 صباحا كان اكثرهم اتقانا لعلمه واسمه عماد الدين
يأتي بورديته ليركب المغذيات للمرضى في
الغرف كل ساعتين تقريبا ، ويبدوا ان
الاعتماد عليه كثير ربما بسبب اسمه وربما لأنه
متفاني في عمله ،فقد كان هو نفس الشخص الذي اعتنى بي في الممر .
المسئول عن الفترة الصباحية خلال اربعة ايام من رقودي بالمشفى لم اراه الا
مره واحدة ، فخلت انه لا مسئول على الغرفة
صباحا الا حين
نطالب بالعلاج يخبرونا ان ناجي هو المسئول عنا .
اما الاطباء لم اراهم الا صباح اليوم السابق لمغادرتي، الاولى
طبيبة اطفال لا تملك الحد الادنى
من اخلاقيات التعامل مع الاشخاص عامة وترفض معاينة المرضى الكبار تماما بحجة ان هناك اطباء اخرين مختصين .
والثاني طبيب يسمى صالح ليس له من اسمه نصيب ، فقد كان يرفض لمس
الملفات الخاصة بالمرضى خشية من العدوى !! فلا يفحص المرضى و يكتفي بالنظر اليهم ثم يعطي اوامر الخروج من المشفى دون التأكد من ملفاتهم وتلقيهم العلاج والجرعات
اللازمة ، فتقوم مرافقته بكتابة امر
الخروج ويمنح الكرت الاصفر من قبل مرافقه الاخر للخروج .
والثالث كان الطبيب المناوب في الفترة المسائية لم اراه الا في ليلة خروجي
ايضا شاهد الملفات واخبرنا بان الاطباء عددهم محدود فسته يداومون في كل فتره
مناوبة لا يكفي عددهم لمتابعة الغرف او لاستقبال الحالات الجديدة .
ومن المؤسف معرفة ان العاملين في المركز لم يتلقوا مستحقاتهم منذ ثمانية
اشهر وانهم يعملون طوعيا في المركز برغم الضغط الشديد عليهم .
الصرف الصحي ومرفقاته :
اعتذر عنما سيرد هنا ،،،
الحمامات في القسم المخصص لمرضى الكوليرا مصابه بالكوليرا !!!
الحمام اهم المرافق التي يجب ان يهتم بنظافتها خاصة لمرضى الكوليرا
، فتخيلوا ان تكون مراحيض الحمام لا تحتوي على سيفون (خزان سكب الماء
للمرحاض ) والمرحاض مليء بالقاذورات و
ارضيتها المليئة بالأوساخ لسوء الاستخدام ربما من قبل الاطفال او ذويهم .
الحمامات مرض بالإضافة الى المرض
الذي نعانيه من حسن الحظ ان رفيقات الغرفة 4 كن على وعي عالي ونظافة غير عادية كن فقد يتداولن على نظافة الحمام ؟
ومع هذا هل يمكنكم تخيلوا ان المنظفات
غير موجوده في الحمامات ؟؟
هل تتخيلوا ان عمال التنظيف يمرون على الحمام مره واحده يوميا صباحا لتنظيفه ؟؟؟
كيف سيعيش مريض كوليرا بحمام مليء بقاذورات الكوليرا ؟؟
شيء مقرف ومؤسف يسبب المرض ويعزز
تواجده ؟
اذا كانت مخلفات الانسان هي سبب
نقل العدوى الرئيسية للكوليرا كيف يغفل القائمين على المشفى ومركز استقبال
الكوليرا عن نظافة الحمامات ؟؟
طلبت من عامل النظافة احضار منظف وصابون للحمام بعد انتهاء الصابون الذي وفرته احدى
المرافقات فقال لي لا يمكنني ان
اعطيكم فالمسئول عن القسم لا يعطينا الا
كيس صابون واحد للقسم طوال اليوم اذا اردتم فاطلبوا منه !!!
كيس واحد لكل عامل وكانوا تقريبا ثلاثة عمال لقسم كامل!! وليس اي قسم ... انه قسم مرضى الكوليرا قيء واسهال في كل مكان !!!
الوضع مزري بحيث لا يمكن تخيله ولا
يمكن تحمله .
التغذية :
توزع ثلاث وجبات يومية للمرضى دون المرافقين وهي وجبات هشة ضعيفة كنت لأقول انها تشبه وضع البلاد
لولا علمي ان المركز ممول من قبل منظمة اليونيسف .
ففي الصباح كان الافطار عبارة عن ثلاثة ارغفة خبز وصحن فول او فاصوليا والغداء
عبارة عن صحن ارز وعلبه زبادي صغير
و العشاء ما بين جبن مثلثات وطحينية او صحن فول وثلاثة ارغفة عيش .
ربما مع حالة الجوع التي يعيشها
المواطنين لانعدام الرواتب تعتبر وجبات مغذية من وجهة نظر القائمين !!
اما عن نصائح التغذية اكثر ما صدمني هو تناقض الاطباء والصحيين في نصائح التغذية للمرضى ،فهناك من المريضات التي
سات حالتهن بسبب تطبيق نصائح الاطباء المتناقضة
فاحدهم يقول اشربوا عصير واخر يقول لا والحقيقة ان الافضل تجنب
العصائر لمرضى الكوليرا .
الاخر يقول كلوا فواكه والاخر يقول لا الحقيقة ان الفواكه مفيدة خاصة
الخفيفة مثل التفاح والبرتقال والحبحب
وليس الموز والمانجو كما يقول
يعتقد الكثير.
البعض يقول كلوا كثيرا والاخرين يقولوا لا والحقيقة ان الاكل الخفيف الناشف
كالبطاط المسلوق والخبز افضل.
هذه الاستنتاجات هي ما خرجت بها من معاناتي مع المرض وملاحظتي ما عاناه بعض
زميلاتي في المرض .
معاناة المرضى
اختلف قصص المعاناة وتأثر المصابين بالمرض
فتحمل الالم وضبط النفس في المرض تختلف من مريض الى اخر بحسب العمر
والبنية والجنس ايضا ورفقائي بالغرفة تعاملوا بأساليب مختلفة مع
المرض
ام احمد 27 عاما من همدان متزوجه وام لبنتين قصتها مختلفة
فقد اغمي عليها بباب المشفى بعد ان اعياها التعب ورفضوا دخولها رفضا
تاما ، فصادف ان احدى القنوات التلفزيونية تغطي الوضع
الصحي لمرضى الكوليرا فنقلوا عبر قناتهم معاناتها
وكيف تم معاملتها من قبل حراسة المشفى، و بعد ان شعر الحراس بان الاعلام
سيضرهم ادخلوها من الباب الرئيسي لكن الاسوار الخلفية كانت طريق وصولها الى الغرفة
رقم 4 .
ام احمد كانت احد ضحايا تناقضات الصحيين في ارشادات التغذية فبعد ان تحسنت
اصيبت بحالة تلبك معوي ارهقها بالإضافة الى اعراض الكوليرا من اسهال وقيء لكنها تحسنت بعد ان اكتفت بالماء
للشرب والفاكهة كغذاء .
ام سوسن سيده كبيرة بالسن ربما 60
عام من ذمار ارهقها المرض كثيرا وظلت لأكثر من 7 ايام في
المشفى تغيرت مرافقاتها بسبب الارهاق الذي واجهنه معها سيده بسيطة من قلب البادية وكانت اكثر المرضى
هدوءا واكثرها تلقي للزيارة احدثت ابنتها
المرافقة ضجة كبيرة ذات مساء ضنا منها انها اصيبت بالعدوى .
سهام 17 عام من الضالع
تعيش مع امها و زوجها العمراني
قصتهم معقده الفتاة تماثلت للشفاء
لكن والدتها ترفض اخراجها من المشفى حتى تطمئن تماما فكما تقول احضرت ابنتي الى المشفى بين الحياة والموت لا يمكن ان نخرج من هنا الا
وهي متعافية تماما ، نالت تجربة صعبه حيث اخرجها احد الاطباء ولا تزال مريضة ربما
يكون الدكتور صالح او شخص يشبهه بقلة
المسئولية فانتكست سهام قبل مغادرتها للمشفى ولذلك اصيبت الام بالذعر وهددت الاطباء
بانها لن تغادر الا بضمانه او تتأكد بان ابنتها تماثلت للشفاء ، واصعب ما كانت تواجهه العائلة هو عدم مقدرة زوجها على الحضور الى المشفى خوفا من
التهديد الامني لأنه محسوب على طرف سياسي
غير مرحب به كما اخبرونا وحين مغادرتنا
كانت اعراض الكوليرا قد بدأت تظهر على ام
سهام .
اسامة 10 سنوات من ريمة كان يعاني
من الجفاف الشديد اسامة عاد الى المشفى بعد ان خرج منه لآنه لم يستجب للعلاج واصيب
بنكسه اسامة كان يرفض تماما شرب محلول الارواء ولم تمتلك امه الحزم اللازم لتفرض
عليه ذلك اسامة حين ظهرت نتائج التحليلات
اظهرت اصابته بتسمم غذائي وليس بالكوليرا لكن بسب الاهمال وسوء التغذية
اوصله الى الجفاف .
هناك قضايا كثيرة من غرف مجاوره
وهناك اصوات لأطفال رضع وصل عمرهم الشهر والشهرين يأتون وهم مصابون بهذا المرض لا اعرف كيف يتحمل المريض الصغير
هذا المرض الكبير فانهكنا بكبرنا وقوة بنيتنا
فكيف يتحملونه .
عشرات بل مئات القصص التي تحدث يوميا في المشفى اربع
نساء من اسرة واحدة ربما بسبب قلة
الوعي الصحي اصيبت الام وابنتها وزوجة ابنها وحفيدتها التي لم تتجاوز السته اشهر
بالكوليرا .
وقصص مأساويه كثيرة فمولوده اصيبت بالكوليرا ،تركت بالمشفى من قبل
ذويها بعد وفاة امها بالكوليرا وملاحقة
الزوج من قبل اهل الام بتهمة الاهمال والتقصير في حق زوجته، تركت الطفلة مريضة في
المشفى لا يملكون حتى رقما ليتواصلوا مع اهلها وذويها ،اعتنت بها امرأة اخرى وودت لو اعرف مصيرها الى اين سيئول .
دور اليونيسيف
من حسن حظ اليمنيين ان اليونسف تكفلت بتغطية علاج المرضى والا كانت التكاليف مهوله فما
كلفنا خلال يومين في المشفى الخاص والمنزل من ادوية ومغذيات كان
ليقضي على ميزانية اسرة من الدخل المتوسط فما بالكم بوضع اقتصادي متردي يعيشه
المواطن اليوم
فواتير المختبر يوميا كانت تتجاوز 4000 ريال يمني لكنها كانت على حساب
اليونسف الادوية ومعظم المستلزمات كانت توفر مجانا من قبل اليونسف فيما عدا ابر الغثيان والاسهال
كان يتم شراؤها من الصيدليات الخارجية
وتكلف من 1000 الى 1500 في اليوم الواحد بحسب حاجة المريض.
هناك حقائب من اليونسف تحوي مواد معقمة ومطهره يفترض ان توزع
للمرضى، لم توزع ! ربما لان العدد فاض
المتوقع، وربما غفلت عن توزيعها الادارة .
في زيارة لمندوبي منظمة اليونسف تم
الاعلان عن انشاء مخيمات في حوش المشفى لتستوعب اكبر عدد من المرضى المحتاجين
للعلاج .
لكن بعض الاطباء لم يروق لهم
فاخرجوا مرضى لم تستقر حالتهم بعد من اجل
اتاحة اماكن لمرضى جدد حتى لا يتم اقامة مخيمات كما اخبرنا احد الاطباء في
المشفى ليبرر سلوك الاطباء في اخراج
المرضى دون معاينه لحالاتهم .
التكلفة الاقتصادية
كان يمكن للمرض ان يكون اقل انتشارا واقل تكلفة لو تم الوقاية منه ورفع
القمامة والمخلفات قبل تكدسها حتى اصبحت
امتار متراكمة من القاذورات
فكل مريض يحتاج الى 8 مغذيات يوميا كحد ادنى متوسط تكلفة المغذية يصل الى
400 ريال فيصل الاجمالي
اليومي للمغذيات 3200 ريال بدون حساب
تكلفة الادوية والملحقات ف 3400 ريال يقبلها عامل نظافة واحد كأجر يومي لينظف شارع بأكمله من
المخلفات والقمامة اي ان مجموع تكاليف علاج مرضى في غرفه يكفي كأجر فريق من عمال
النظافة ينقذون العشرات من خاطر الاصابة
بمرض الكوليرا .
فإيهما اقل تكلفة الوقاية ام العلاج ؟؟
الوقاية والعلاج
مريض الكوليرا لا يحصل على مناعة كباقي الامراض بل قد يتعرض مجددا للإصابة
بالمرض وقد يكون اشد خطورة على من اصيب به ممن لم يصبه مسبقا .
مرض الكوليرا غير معد ولا ينتقل
بالهواء، بقليل من العناية بالنظافة
الشخصية بعد الحمام وقبل تناول الطعام يمكن تجنب المرض .
مريض الكوليرا لا يستطيع الاكل
والشرب في حالة المرض وافضل طريقة لعلاجه هي السوائل الوريدية (المغذيات )
وبعد ذلك يعود تدريجيا للأكل الطبيعي
بعيدا عن اللحوم لفترة .
يحتاج مريض الكوليرا الى فترة نقاهة للراحة بعد المرض لان الجسم ينهك بسبب
الفقدان الشديد لسوائل ، فيحتاج الجسم الى اعادة بناء تدريجي .
جنبكم الله ومن تحبون شر هذا المرض
دمتم بخير
جميلة العثماني
مايو 2017 م
الاعزاء والعزيزات
تعليقات
إرسال تعليق